"يوروبول" تطلق عملية دولية لحماية الأطفال من "الجريمة المنظمة"
"يوروبول" تطلق عملية دولية لحماية الأطفال من "الجريمة المنظمة"
أعلنت وكالة الشرطة الأوروبية "يوروبول"، يوم الثلاثاء، عن إطلاق تنسيق دولي جديد يهدف إلى مواجهة ظاهرة خطيرة تتصاعد في أوروبا، تتمثل في تجنيد الأطفال من قبل عصابات الجريمة المنظمة لتنفيذ جرائم عنيفة، من بينها القتل.
وحذرت الوكالة من أن هذه العصابات تستغل التطبيقات المشفّرة ووسائل التواصل الاجتماعي لاستدراج القاصرين، مستخدمة أساليب إغراء مادية، مثل الوعود بالحصول على مبالغ مالية ضخمة، دون إدراك الأطفال لحجم الجريمة التي يُدفعون إليها، وفق فرانس برس.
وأكدت "يوروبول" أن الأطفال المجندين يُستخدمون في سلسلة من المهام الإجرامية، من بينها الاتجار بالمخدرات، والابتزاز العنيف، وحتى القتل المأجور، في ما يشبه "خدمة دنيا" لعصابات منظمة، وتهدف هذه العصابات إلى تقليل انكشافها القانوني من خلال تفويض المهام الأخطر إلى صغار السن.
ملاحقة التجنيد الرقمي
كشفت الوكالة أن عملية التنسيق الجديدة، والتي أُطلق عليها اسم "GRIMM"، تتضمن تعاوناً مع شركات التكنولوجيا لتعقب محاولات التجنيد العابرة للحدود والتي تتم عبر المنصات الرقمية، وتشارك في هذه الحملة الشرطية كل من السويد (كقائدة للمشروع)، إلى جانب بلجيكا والدنمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وهولندا والنرويج.
وقدمت "يوروبول" إرشادات للأهالي لمساعدتهم في اكتشاف علامات الخطر على أطفالهم، وجاء في بيان الوكالة: “راقبوا التغيرات المفاجئة في سلوك أبنائكم، وامتلاكهم سلعاً باهظة من دون تفسير واضح، إذا توقفوا عن طلب المال وبدأت تظهر عليهم علامات الثراء، فقد يكونون تحت تأثير جماعات إجرامية”.
إنقاذ الأطفال
أكد البيان أن الهدف من الحملة ليس تشديد الرقابة على الأطفال، بل إنقاذهم قبل أن يقعون فريسة في شبكات الجريمة المنظمة، وشددت "يوروبول" على أن الوقاية تبدأ من الأسرة، وعلى أهمية رفع الوعي المجتمعي بخطورة هذه الأساليب الجديدة.
تشير تقارير أمنية أوروبية إلى ارتفاع لافت في عدد الجرائم المرتكبة من قبل قاصرين في السنوات الأخيرة، خاصة في الدول الإسكندنافية، حيث تتنافس العصابات على استقطاب صغار السن لتنفيذ المهام الخطيرة.
ويعود ذلك جزئياً إلى صعوبة ملاحقة القاصرين قانونياً مقارنة بالبالغين، وهو ما تستغله شبكات الجريمة المتطورة في أوروبا.